بقلم: معاد أومرزوق.
شهدت بداية العقد ما قبل الأخير للألفية الثالثة أعنف حروب الشرق الأوسط من حيث طول مدة الحرب والدمار الناتج عنها ، وكان للتناقض الإيديولوجي بين نظامين سياسيين متجاورين على أرضية مشتركة من الموروث الثقافي و التاريخي ، الديني والإجتماعي والإقتصادي الدور الأساسي لمسببات و مكونات الصراع الذي دام قرابة ثمان سنوات ، فالنظام الإيراني الوليد آنذاك نظام ديني ينطلق من الدين كمرتكز لسياساته وفق عقيدة ولاية الفقيه ويرى الخلاص في رجال الدين ، و بالمقابل كان النظام العراقي نظام سياسي علماني قومي يرى في الدين موضوعا شخصيا انسانيا محصورا ما بين العبد وربه وانه ليس هناك سياسة اسلامية و سياسة غير اسلامية.
وفي ظل هذا الوضع من التناقضات وضيق مساحة الرؤية الإستراتيجية لكلا النظامين تم استدراجهما للفخ الكبير المنصوب لهما من طرف الدول العظمى التي اعتمدت النفط كأهم مرتكزات استراتيجيتها في المنطقة و أن اي احتمالية لتوافق المصالح بين العراق و ايران يعتبر تهديد لمصالحها كما حدث بعد اتفاقية الجزائر 1975 ، و أنه من اجل تحقيق استراتيجتها فمن الضروري جدا ان تستدرج كلا القوتين لحرب اقليمية كبرى تكون بالوعة استنزاف للدولتين، ليسهل بعدها تطويعهما واحتوائهما .
وكرد فعل على الاجراءت الايرانية ارتكبت القيادة العراقية عدة اخطاء منها الغاء اتفاقية الجزائر في 1980/09/07 وطرد كل عراقي يشك بولائه لإيران وتم بعدها طرح فكرة شن هجوم عسكري عراقي خاطف يتمكن من خلاله احتلال جزء من الأراضي الايرانية الغربية مؤقتا مستفيدا من حالة التفكك للجيش الايراني بعد الثورة وكذا افساح المجال امام الوطنيين والعلمانية للاستيلاء على السلطة، وقدرت هده الأهداف على انها اهداف استراتيجية لا ينبغي تفويتها ، وعلى هذا الأساس استعد العراق لحرب خاطفة وسريعة كحرب وقائية .. (1)
... يتبع
التعليقات